الخمسه الذين ينجيهم الله من عذاب القبر

 الخمسه الذين ينجيهم الله من عذاب القبر

قال الله تعالي: « النار يعرضون عليها غدوا وعشيا». 

اذا مات ابن ادم عرض على مقعده بالغداه والعشي،  ان كان من اهل الجنه فمن اهل الجنه،  وان كان من اهل النار فمن اهل النار. 

 فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك  الله عز وجل يوم القيامه، 

فعن أمنا عائشه رضي الله عنها وعن ابيها قالت: 

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 

«اني رايتكم تفتنون في القبور كفتنه الدجال». 

وهناك خمسة اشخاص لن يعذبهم الله عز وجل في قبورهم بل هم آمنون الى قيام الساعه. 

الاول هو من داوم على قراءه سوره الملك كل يوم. 

فعن بن عباس رضي الله عنه قال: ضرب احد اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم خبائه على قبر وهو لا يحسب انه قبر، فإذا فيه انسان يقرأ سوره تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اني ضربت خبائي على قبر وانا لا احسب انه قبر،  فاذا فيه انسان يقرأ سوره الملك حتى ختمها. 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر وعن ابي هريره رضي الله عنه: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من القرءان سوره ثلاثون اية  شفعت لرجل حتى غفر له، هي تبارك الذي بيده الملك.

 والثاني من مات مبطونا: أي مات بسبب داء او مرض في بطنه.

 فقد ورد عن احمد والترمذي وابن حبان رضي الله عنهم و رحمهم الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتله بطنه لم يعذب في قبره، وعن ابي هريره رضي الله عنه  مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم: بلفظ الشهداء خمسة:«المطعون والمبطون والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله».

 الثالث من مات مرابطا في سبيل الله:

 ورباطه أن يقيم في الاماكن التي يخاف على اهلها من اعداء الاسلام.، فيحميهم ويعد نفسه للدفاع عن دينه والمسلمين،  وكل مسلم في المكان الذي يعمل فيه مرابطا في سبيل الله يجب عليه ان يتقن عمله.  فعن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« رباط يوم وليله خير من صيام شهر وقيامه»، وان مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل، واجري عليه رزقه، وأمن الفتان، رواه مسلم.

 وعن فضاله بن عبيد رضي الله عنه. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«كل ميت يختم على عمل الا المرابط في سبيل الله فانه ينمي له عمله الى يوم القيامه، ويؤمن من فتنه القبر» رواه ابو داود والترمذي. 

الرابع الشهيد في سبيل الله عز وجل: قال رجلا يارسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم الا الشهيد: فقال صلى الله عليه وسلم: كفي ببارقة السيوف على رأسه فتنه، وقال صلى الله عليه وسلم للشهيد عند الله عز وجل سته خصال يغفر له في اول دفعه، ويرى مقعده من الجنه، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن من الفزع الاكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعون زوجة من الحور العين، و يشفع في سبعين من اقاربه، طاعة الله و فعل الصالحات، وذلك لما جاء في حديث ابي هريره رضي الله عنه انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ان الميت اذا وضع في قبره انه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فان كان مؤمنا كانت الصلاه عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاه عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقه والصلة والمعروف والاحسان الى الناس عند رجليه، فيؤتي من قبل رأسه فتقول الصلاه ما قبلي مدخل، ثم يؤتي عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل،  ثم يؤتي عن  يساره فتقول الزكاه ما قبلي مدخل، ثم يؤتي من قبل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقات والصلاه والمعروف، والاحسان الى الناس ما قبلي مدخل، فيؤمن في قبره».

 فهنا  يؤمن في قبره صاحب الاعمال الصالحه فهي تذب كل خطر وكل خوف يأتيه في قبره لما فيه من صالح عمله.

 الخامس من يموت من يوم الجمعة: ممن ينجون ايضا من عذاب القبر  برحمه الله عز وجل من يموت يوم الجمعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما من مسلم يموت يوم الجمعه او ليله الجمعه إلا وقاه الله تعالى فتنه القبر». 

القبر أول منازل الاخرة

القبر هو المكان الذي يحوي الانسان بعد موته الى يوم القيامه، فالقبر اما ان يكون لصاحبه روضه من رياض الجنه، واما ان يكون حفرة من حفر النيران، فمن كانت اعماله صالحه في الدنيا سيعيش برحمه الله في نعيم في القبر، واما من  كانت أعماله غير صالحه فسوف يعذب في قبره حتى قيام الساعه. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 ان القبر اول منازل الاخره،  فان نجا منه صاحبه فما بعده ايسر، وان لم ينجو منه فإن ما بعده اشد. 

اللهم انا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر. ومن فتنه المحيا والممات، ومن شر فتنه المسيح الدجال، اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه، ولا تجعلها يا رب برحمتك حفره من حفر النيران، اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياه الدنيا والاخره، واصلح اعمالنا واخلص نياتنا، واحسن خاتمتنا، و ارزقنا الفردوس الاعلى من الجنه بغير حساب ولا سابقه عذاب، برحمتك يا ارحم الراحمين، هذا والله تعالى اعلى واعلم، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.